لم يكن يدرك "الكاميروني" أن حديثًا بسيطًا سيغير حياته للأبد.

لم يكن يدرك أن حديثًا بسيطًا سيغير حياته للأبد، جلس في أحد الأماكن العامة بجوار امرأة مسلمة كانت تشكو من صعوبة الحياة، فرد عليها رجل قائلاً: “أتعلمين لماذا حدث لنا ما حدث؟ لأننا تركنا الدين، ابتعدنا عن عبادة الله، ولهذا أصابنا ما أصابنا".
هذه الكلمات أثرت في الكاميروني، فأحس بشيء يتحرك في قلبه، اقترب من الرجل وقال: “أنا كنت مسلمًا ثم تركت الإسلام، لكني تأثرت بكلماتك.. الإسلام ليس مرتبطًا بأشخاص، بل هو قال الله وقال الرسول.” ثم تابع متسائلًا: “هل يمكنني أن أسلم مرة أخرى؟ وهل سيقبلني الله؟”
ابتسم الرجل وقال: نعم، ألم تسمع قوله تعالى: "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا" عندها نطق بالشهادتين مجددًا، وعاد إلى الإسلام بقلب مطمئن.
رحلته لم تكن سهلة، فقد واجه رفضًا شديدًا من جدته التي قالت له: “اترك هذا الدين”.. لم يعرف ماذا يفعل، فلجأ إلى الرجل الذي هداه، فنصحه: “لا تخف، إن الله معنا، قم الليل، صلِّ ركعتين، وادعُ الله أن ييسر لك أمورك”
في تلك الليلة، توضأ وصلى بخشوع، ثم عاد إلى فراشه، وبين النوم واليقظة رأى رؤيا عجيبة، وكأن السماء قد انفتحت، ورأى رجلًا ينزل بلباس أبيض، بلحية سوداء، وكأنها إشارة من الله
بعد إسلامه، شعر برغبة شديدة في تعلم الدين، فسأل أحد أصدقائه، فنصحه بالسفر إلى المدينة المنورة وبالفعل وصل إلى السعودية، وما إن وطأت قدماه المدينة حتى شعر وكأنه في الجنة. امتلأ قلبه بالسرور، واتخذ قرارًا جديدًا: “بعد دراستي، أريد أن أكون داعية للإسلام”
وهكذا، من كلمة بسيطة، بدأت رحلة إيمانية غيرت حياته .. فرب كلمة تفتح باب الهداية لمن يبحث عن النور.